فضيحة تتحدث عنها سويسرا في هذه الأيام. لكنها من نوع الفضائح التي كان يمكن أن تمر مرور الكرام من دون أن تثير اهتمام أحد، باستثناء جماعات المناضلين الأوروبيين الذين يتطوع الواحد منهم ليقول لك إنه، إذا كان يصر على مواصلة محاربة النازيين ومنعهم ومنع أفكارهم من الوصول الى الجمهور العريض، فليس هذا من أجل محاكمة الماضي، والانتقام من نازييه وفاشييه، بمقدار ما هو من أجل التحسب دون عودة هذا الخطر. ومن المؤكد أن الميدان الذي يتم فيه هذا، هو الإعلام.
ومن هنا كلمة «فضيحة» التي اندلعت في سويسرا. حدث ذلك حين كان متفرجو قناة «اس إر جي» السويسرية يستعدون لمشاهدة مباراة ألمانيا/ النمسا، على شاشة هذه القناة قبل أيام، فإذا بهم يفاجأون بالنشيد الوطني النازي («ألمانيا فوق الجميع») يعزف من دون سابق توقع. وهو النشيد الذي يثير في طول أوروبا وعرضها ذكريات أليمة ومثيرة للغضب. وكان هو النشيد نفسه الذي بث من على الإذاعات التابعة للنازيين والحكم النازي في ألمانيا أيام مباريات كأس العالم عام 1934. المهم أن تحقيقاً فتح حول من بث النشيد ولأية غاية، طاول مسؤولي المحطة كما يبدو.